تواجه القيادة اليوم مزيجًا غير مسبوق من عدم اليقين والتعقيد وتسارع وتيرة التغيير. وفي هذا الإطار، تركّز القيادة الفعّالة على التواصل والرؤية أكثر من السيطرة؛ فهي تؤسس للوضوح والثقة، وتنسّق الجهود حول وجهة واضحة، وتؤمّن مستلزمات النجاح، وتحدّ من عوائق التنفيذ.
تصميم العمل حول الأفراد وبناء القدرات
يتحقق الأداء المستدام عند ملاءمة العمل للموظفين؛ إذ يبدع الموظفون حين تعكس الأدوار قدراتهم وقيمهم. ويجب الاستثمار في القدرات قبل رفع سقف التوقّعات عبر التطوير الموجَّه والإرشاد الفعّال وتوفير الموارد والتمكين العملي. عندئذ تصبح المطالبة بمعايير أداء واضحة قابلة للقياس أمرًا عادلًا ومتوقعاً.
- خطوات عملية
- مواءمة نقاط القوة مع الأعمال الحيوية وضبط نطاق الأدوار تبعًا لذلك.
- تحديد المخرجات وحقوق اتخاذ القرار بدقّة للحد من إعادة العمل.
- مراجعة عبء العمل ومحفّزات الطاقة للحفاظ على وتيرة مستدامة.
تعزيز الوضوح والحُوكمة العادلة
ترتكز القيادة الفعّالة على الشفافية في قرارات التوظيف والتعيين وإدارة الأداء، وتحدّ من مخاطر سوء المواءمة والمنافسة الداخلية من خلال تفويضات واضحة ومسارات مساءلة محددة.
- خطوات عملية
- الالتزام بالشفافية الكاملة في التوظيف والتعيينات الداخلية.
- عرض واقع الدور بدقّة ووضوح.
- استيضاح التفضيلات الحاسمة والمتطلبات غير القابلة للتفاوض منذ البداية لتفادي سوء المواءمة والاستقالات المبكرة.
- تجنّب المنافسات من نمط «الفائز يحصد كل شيء» والتكليفات المتداخلة التي تقوّض الثقة والقدرة المؤسسية.
- تعيين مالكٍ منفرد للمهام المحورية.
- تحديد معايير النجاح، وتخصيص الموارد، وضبط آليات التنسيق بين الفرق منذ البداية.
- تقييم المواهب وفق معايير منظّمة بدلًا من منافسات غير رسمية.
تمزج الإدارة بين الانضباط والمهارة، وتجسّد القيادة الفعّالة القدرة على تصميم شروط الأداء وتحديد النتائج بوضوح. وحين تتوافق الأدوار مع نقاط القوة، وتتضح التفويضات، ويسبق بناء القدرات رفع سقف التوقعات، تحقق المنظمات نتائج راسخة رغم حالة عدم اليقين.