تختلط في المنظمات كثيرًا مسمّيات المدير والقائد والموجِّه المهني. أمّا التعامل معها بوصفها أدوارًا متمايزة ومتكاملة فيُحسّن جودة التنفيذ ويقوّي مسار التعاقب القيادي. الغاية هي اختيار الدور الأنسب للسياق مع الاستفادة من الدورين الآخرين سندًا له.
تعريف الأدوار
- المدير: يترجم الاستراتيجية إلى خطط وبرامج تنفيذية، يحدّد الأهداف، يخصّص الموارد، يضع المعايير والضوابط، ويدير المخاطر. وتستند سلطته أساسًا إلى الموقع الوظيفي.
- القائد: يصوغ الاتجاه ويعزّز المواءمة عبر الفرق، ويبني الثقة والثقافة، ويُرسِّخ الالتزام بالتغيير نحو المستقبل. ويكون تأثيره عبر المصداقية وكفاءة التواصل أكثر من السلطة الرسمية.
- الموجِّه المهني: ينمّي الأفراد على المدى الطويل بتوجيهٍ مرتكزٍ إلى الخبرة يعزّز القدرات والثقة والاستعداد للأدوار المستقبلية. ويستمدّ تأثيره من الثقة المتبادلة والعلاقة المهنية المستمرة.
ترجيح الأدوار بحسب السياق
- يُفعَّل دور المدير عند الحاجة إلى إحكام التنفيذ، وتوضيح التبعيات البينية بين الفرق، والجد من ارتفاع المخاطر التشغيلية.
- يُفعَّل دور القائد عند الحاجة إلى إعادة توجيه الأولويات، وترجمة الاستراتيجية إلى خطط عمل واضحة، وترسيخ الثقافة والسلوكيات الداعمة للتغيير.
- يُفعَّل دور الموجِّه المهني عند السعي إلى تسريع الجاهزية، واستيعاب المنضمّين الجدد ومديري الصفّ الأول، وتعزيز الاستعداد القيادي ضمن مسار التعاقب.
الممارسات التنظيمية
- تحديد توقّعات واضحة لأدوار الإدارة والقيادة والتوجيه المهني ضمن مواثيق الأدوار، وربطها بالمخرجات وإدراجها في دورات التقييم.
- إسناد ملكيةٍ منفردة للأعمال الجوهرية، وتوضيح حقوق اتخاذ القرار وحدود المسؤوليات ونقاط التماس بين الفرق، واعتماد إيقاعات تشغيل خفيفة ومتّسقة.
- توفير مسارات تطوير تبني الجدارات الإدارية والقيادية، وتطبيق برامج توجيه مهني بأهداف ومعايير التزامٍ زمنيةٍ واضحة.
المدير والقائد والموجِّه المهني أدوار متمايزة تخدم غاية واحدة: نتائج متفوّقة للمنظمة ولأفرادها. بتطبيق الدور الملائم لكل سياق وتوظيف الأدوار الأخرى لمساندته، تتحسّن جودة التنفيذ اليوم وتتعمّق القدرات للغد.